منذ اليوم الأول للثورة المباركة شارك أهلها في اعتصامات الجامع العمري مهد الثورة.
ولكن ظهر جليا حجم هذه البلدة وأهميتها في الثالث والعشرين من آذار سنة 2011 (يوم الأربعاء الدامي) عندما تجمع أهل حوران الزاحفين من كل قراها ومدنها في وسط بلدة عتمان لينطلقوا منها إلى درعا ويعلنوا وقوف كل أهل حوران ضد العصابة المجرمة التي أراقت الدم منذ أول أيام الثورة
ومنذ ذلك اليوم أطلق على عتمان اسم (لواء الثورة)...
وكان أول شهداء البلدة في ذلك اليوم أيضا حيث قدمت البلدة شهيدين في يوم الأربعاء الدامي وتحولت إلى عيادة كبيرة لمداواة جراح من استطاع النجاة من المجزرة المروعة آنذاك.
وبعدها بأيام تمت محاصرة البلدة واقتحامها باكثر من ثلاثة آلاف جندي كبداية لاقتحام ومحاصرة مدينة درعا واعتقل العشرات من أبناء البلدة في ذلك الاقتحام.
ومع بداية تحول الثورة للكفاح المسلح كان أبناء عتمان سباقون في حمل السلاح للدفاع عن الدين والأرض والعرض.
وأعيد اقتحام البلدة مرارا متعددة وحرق بيوت الناشطين فيها واعتقالهم وتعذيبهم.
ومما زاد نقمة العصابة المجرمة أنه في أحد الاقتحامات تم تدمير دبابتين وقتل العديد من جنود الأسد في ذلك الاقتحام وربما كانت هذه أول عملية تدمير لدبابة في تاريخ الثورة.
وشارك أهل البلدة في كل فعاليات الثورة وبزخم كبير (في المظاهرات والاعتصامات والإضرابات والكفاح المسلح)
وأعانوا إخوانهم من أهل حوران في التخفيف عن القرى المحاصرة واستقبال النازحين والفارين من حوران وغيرها...
بتاريخ 6/9/2013 تم حسم الأمر والإعلان عن معركة بوابة درعا لتطهير البلدة من القطع العسكرية والحواجز التي تخنقها ولتكون انطلاقة لتحرير مدينة درعا كاملة.
وفي الأيام الأولى للمعركة تم تحرير كتيبة الشيلكا وسرية المشاة وحقل الرمي ورحبة الصيانة وحاجز البناية الموجودات داخل حدود البلدة.
والتقدم جنوبا باتجاه حاجز الكازية والبانوراما وكتيبة المدفعية 285.
ولم تكن المعركة سهلة بوجود أكثر من خمسة عشر قطعة عسكرية وحاجز تطوق البلدة من كل الجهات فتم قطع الإمداد عن معركة بوابة درعا وطرد لواء المعتز من المجلس العسكري في حوران لأن معركة البوابة ربما كانت لا تروق للكثيرين من أدعياء الثورية.
في صبيحة يوم الجمعة 7/9/2013 كان أهل عتمان كلهم ومن يشاركهم من النازحين إلى البلدة خارج حدودها ليتشتتوا في قرى حوران والريف الغربي على وجه الخصوص.
ولم نسمع عن فزعات أو دعم ذو أهمية لأهل البلدة الذين هجروا جميعهم في ليلة واحدة.
وقامت في عتمان الكثير من المعارك الكبرى بعد إعلان معركة بوابة درعا
وتم تحرير الحاجز الشمالي في معركة جنيف حوران ليفتح خط الوصل بين عتمان ومدينة داعل التي ساهم أبناء عتمان في تحريرها وتقديم الشهداء على أرضها الطاهرة.
معركة قطع الوتين، معركة رمي الجمرات، معركة أيام معدودات...
كلها معارك دارت على تخوم البلدة وكان من المفترض أن تكون حاسمة ولكنها فشلت وتم إيقافها لأسباب لا نعلمها!!!
164 شهيدا هم حصيلة شهداء البلدة من مدنيين وعسكريين واستشهدوا في عتمان وأرجاء حوران والقنيطرة وريف دمشق ودمشق وحلب في معارك الشرف.
واستشهدوا في بلدات النزوح ومخيمات اللجوء وتحت التعذيب في سجون الطغيان.
وعشرات المفقودين والمأسورين ما زالت أخبارهم مغيبة ومصيرهم مجهول.
💥معركة بوابة درعا مثال واضح عن المعركة المفتوحة الطويلة الأمد💥
كان بيان بدء المعركة أنها معركة تم فرضها من قبل نظام العصابة فقط ليكسر شوكة هذه البلدة الصامدة بأهلها ومجاهديها وكان البيان ينص على أن الهدف يمتد لتحرير مدينة درعا كاملة وتم إخطار أهل البلدة بمغادرة بلدتهم حفاظا على سلامتهم وأن عودتهم ستكون قريبة!!
الأيام الأولى كانت حاسمة ومليئة بالانتصارات وقدم من خلالها أبطال حوران وعتمان أمثلة تسجل في التاريخ عن الشجاعة والإقدام وحب الشهادة واستقبال الموت استقبال الضيف الكريم.
خيرة شباب البلدة بذلوا أرواحهم رخيصة على ترابها الزكي وأثبتوا أنهم أهل لحمل أمانة الجهاد.
ولكن المعركة لم تكن تروق للكثيرين من أدعياء الثورية الذين حشدوا جهودهم من أجل إيقاف المعركة والدخول في ما يسمى بالمصالحات والهدن وخروج الثوار وتسليم مقراتهم.. فتم قطع الإمداد عن المعركة وطرد لواء المعتز من المجلس العسكري ولفترة ليست بالبسيطة.
ولكن المعركة استمرت على خطوط جبهات هي الأوسع في حوران لمسافة تتجاوز الثلاثين كيلو مترا من مختلف جهات البلدة ولمقارعة أكثر من خمس عشرة قطعة عسكرية وحاجز والعشرات من الدشم والتحصينات والمقرات للعصابة المجرمة.
مفاجآت كثيرة كان يخرج بها كل يوم أبطال القرية ومن وقف معهم من ألوية وكتائب الجيش الحر.
رباط طويل ونقص في الأموال والأنفس والثمرات تحملها المجاهدون برحابة صدر وإقدام عز نظيره.
ولم ييأس أهل البلدة المشردين ولم يقنطوا من رحمة ربهم فكانوا دوما مساندين لأبنائهم المرابطين في السراء والضراء.
عتمان قلعة حصينة من قلاع حوران آن لها أن تثبت أن السيف أصدق أنباءا من الكتب وأن القول قول الصوارم لا قول المفوهين بالتخذيل تارة وبالترهيب تارة أخرى كي يحيد المرابطون عما خرجوا من أجله وضحوا في سبيله.
وقادمات الأيام ستثبت أن هذه البلدة التي عانت التهميش لأهلها والخذلان لمرابطيها ليست كغيرها في سبق السيف ولا كنظرائها في رفض الحيف.
عتمان بوابة درعا ولواء ثورة الكرامة
على موعد قريب بهز أركان الظلم واستئصال شأفة الطغاة.
هب النسيم من الجبال على القرى
فأصاب يوما قرية أهواها
عتمان كانت للنسائم قبلة
والورد دوما سالك ممشاها
الفرقدان قلادة بيمينها
والشمس تكتب شعرها بهواها
ولأننا قوم نقدر بعضنا
باهت بنا الدنيا فزاد بهاها
#عتمان_لن_نتركها_منسية
#إعلاميو_حوران_المستقلون
إعداد:
-قاسم المصري.
-يوسف البريدي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق