وادي الضيف يسطر ملحمة النصر
يقع وادي الضيف على مساحات هائلة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية بالريف الجنوبي لمحافظة إدلب امتدادا من معسكر الزعلانة شمال وادي الضيف وصولا إلى معسكر الحامدية الذي يقع جنوب معسكر وادي الضيف وهو أكبر حواجز قوات النظام وذو موقع استراتيجي حيث يقع بموازاة طريق حلب دمشق الدولي ويعد أكبر تجمع لجيش النظام في إدلب وهو كان سابقا عبارة عن مستودعات للوقود وقت الحروب يحرسها عدد من عساكر النظام ويتسع لما يقارب مليون لتر من الوقود كما يبعد عن طريق حلب دمشق قرابة كيلومتر واحد ويعتبر وادي الضيف آخر نقطة اتصال عسكري شمال محافظة حماة ونقطة إمداد عسكري لمختلق المناطق السورية يتكون المعسكر من حوالي 20 حاجز مدعم بكافة أنواع الآليات والمدافع الثقيلة والمتوسطة وراجمات الصواريخ وعربات الشيلكا والbmb،استمرت سيطرة النظام على معسكري وادي الضيف والحامدية قرابة العامين شهد خلالها المعسكران أقوى المعارك وأعنفها حيث بلغ عددها ست معارك وصفت بالضارية لكن ما إن كانت تتقد نيران المعركة حتى تخبو وبصمت. بتاريخ 8/ 10/ 2012 بدأت معركة تحرير معرة النعمان وما مضى يومان إلا ونالت المدينة حريتها وتم تحرير سبعة حواجز للنظام كانت موجودة داخل المعرة، وبعد موقعة المعرة ودحر جنود الأسد ظن المقاتلون أنفسهم أنهم قادرون على إشعال معركة وادي الضيف ودحر النظام من المعسكر لكن سرعان ماتبددت آمال المقاتلين على أرض الواقع فاتساع رقعة الأراضي الزراعية حول المعسكر وتمركز قوات النظام بالأبنية السكنية والقصف العنيف على المقاتلين ونقص الذخيرة حال دون ذلك ما أدى إلى وقف الجيش الحر عملياته العسكرية وإعادة ترتيب حساباته لينتهي حينها السيناريو الأول لسلسة معارك وادي الضيف.
معركة قطع الإمداد بتاريخ 31/12/2012 ثالث معركة تدور لأجل تحرير معسكر وادي الضيف بقيادة جمال معروف والتي أعقبت معركة البنيان المرصوص التي كانت بقيادة الشيخ يعقوب، حيث انتقلت المعارك إلى الجنوب بين خان شيخون ومعرة النعمان عند بلدة حيش وبدأ المقاتلون بتلغيم أجزاء من الاتستراد الدولي بألغام مضادة للدبابات وحفر الخنادق والحفر الفردية بهدف التضييق على جنود الأسد في وادي الضيف وإحكام الحصار عليهم لوقت شح فيه الطعام وأصبح الحصار خانق قام النظام بإرسال العديد من الأرتال العسكرية لفك الحصار عن المعسكر لكنها عادت أدراجها وباءت كل محاولات فك الحصار بالفشل وفي كل مرة كان النظام يرسل أرتالا كان يتكبد خسائر هائلة بالعدة والعتاد فاتبع أسلوب آخد للمدد عن طريق الجو لعلمه بأن الجيش الحر لايمتلك الصواريخ المضادة للطائرات لكن يقظة المقاتلين حالت دون ذلك واستطاعوا إفشال كل محاولات النظام للإمداد.
إذ أحرز المقاتلون تقدما ملحوظا على أطراف معسكر وادي الضيف خصوصا في حواجز المدجنة والصحابة والأمر الذي ساعد أيضا هو العدد الكبير من الانشقاقات في صفوف النظام بسبب قلة الطعام، لكن سوء تخطيط المقاتلين العسكري عند اقتحام معسكر الحامدية أوقع مجزرة بصفوف مجموعة الاقتحام راح ضحيتها 20شهيد و60جريح، الأمر الذي دفع فصائل عسكرية ذات قوة ضاربة للانسحاب من المعركة لينتهي حينها السيناريو الثالث لسلسة معارك وادي الضيف وتبدأ عقبها فترة المهل.
“إدلب تتحرر” أول كلمة صدح بها المقاتلون في سماء معسكر وادي الضيف بعد تحريره بالكامل من أيدي قوات النظام حيث قام بهذه المعركة كل من مقاتلو أحرار الشام وجبهة النصرة وفصائل من الجيش الحر وبلغ عددهم حوالي 2300 مقاتل و800 انغماسي انغمسوا بالجيش في 40 نقطة وعبر 9محاور وبدأ التحرك للمعركة منذ حوالي شهر ونصف حيث قام المقاتلون بعمليات متتالية من الرصد والقنص واستهداف آليات قوات النظام والضربات الخاطفة ومنذ أربعة أيام فقط بدأوا بالهجوم بتمهيد مكثف بالأسلحة الثقيلة على حواجز النظام المحيطة بمعسكري وادي الضيف والحامدية، التي تشكل درعا حصينا لحمايتهما، أعقب التمهيد اقتحام لعدد من الحواجز حيث سيطر المقاتلون على كل من حاجز المداجن والزعلانة والدبوس في اليوم الأول للهجوم وفي صباح اليوم التالي أجبر المقاتلون قوات النظام على الانسحاب من معسكر وادي الضيف باتجاه معسكر الحامدية الذي أصبح تحت مرمى نيران المقاتلين مما دفع قوات النظام للهروب إلى تجمع بسيدا بالتزامن مع تحرير المقاتلين لعدة حواجز منها الدحروج والكمين ومعسكر الحامدية كما اغتنموا 7 دبابات وعربة bmb و 3مدافع ثقيلة وراجمة صواريخ وعدد من الأسلحة الخفيفة ومن ثم تمت ملاحقة فلول قوات النظام إلى تجمع بسيدا وتم قتل مالايقل عن 300 عنصر من قوات النظام وأسر حوالي 250 آخرين وإلقاء القبض على قائد العمليات العسكرية بوادي الضيف الرائد صفوان داوود، وما هي إلا ساعات قليلة وأعلن مقاتلو أحرار الشام وجبهة النصرة سيطرتهم على آخر معقل عسكري لدى النظام ألا وهي قرية معر حطاط، وعلت تكبيرات المآذن في مدينة معرة النعمان وصدحت أهازيج النصر.. إذ أصبح اليوم وادي الضيف حرا طليقا وضيفا عزيزا لدى الثوار يسطر أروع بطولاتهم وأقوى هزائم النظام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق